لولا المشاكل و العراقيل , لكان طعم الحياة كالعلقم! , طبعاً ! , فالمشاكل مسلية و تضفي نوعاً من الحركية على مجريات الحياة , و تحارب الروتين بشتى أنواعه . هذا صحيح و بشكل خاص عندما تتسبب المشاكل لصاحبها بإحباط شديد ! , فالإحباط يمنع صاحبه من الإندفاع و بالتالي يخفف من الخسائر التي قد تنتج عن خطوات إضافية . أفضل أنواع المشاكل هي المطبات الحياتية المفاجئة التي تأتي كالصاعقة و تقلب جميع المعايير و تذهب بجميع التوقعات الإيجابية و تستبدلها بأخرى سلبية . هنا يدرك الإنسان أنه أصبح أكثر من مجرد إنسان عادي فهو اليوم قد تعرض لمطب من نوع أخر , مطب مدروس و مؤثر , صنعته الحياة بطريقتها الخاصة , بسبب هذا المطب يستطيع إنسان ما بعد المطب أن يشكر الحياة على نعمها و خاصة المطبات.

ما هو الفرق الأساسي بين شخص تعرض لمطب حقير و آخر لم ينعم بمطب مماثل ؟ , الفرق هو أن المطب قد أضفى على صاحبه مسحة من المأساوية الرومانسية التي قد تجعل صاحبها يدرك بأنه قد أصبح مادة مهمة لسيناريو مسلسل درامي حقير و لكن ممتع بسبب التشويق الناتج عن المطب الحياتي . نعم هذه هي الحقيقة , حقيقة يجب أن يتقبلها السعداء ( تشبيه هلامي ) , و ذلك لأن من لم يتعرض لمطب مماثل فإن حياته ستكون مملة و خالية من الحركية .

للمطبات فوائد أخرى متنوعة أهمها الخبرة الناتجة عن التعرض للمطب . بإستطاعة من يتعرض لمطبات كثيرة من هذا النوع أن يجمع تلك المطبات و يضعها في سيرة ذاتية قد تفيده في عوالم ما بعد الحياة , لأنه و للأسف فإن قيمة المطبات الحياتية داخل الحياة نفسها هي قيمة نسبية و غير و اضحة المعالم و لذلك فإن الآمال معقودة على عوالم ما بعد حياتية , ففكرة عدم التعويض عن هذه المطبات فيما بعد هي فكرة غير مسلية بعكس المطبات نفسها المسلية بجدارة .